كنا قد اسلفنا موضوعين عن محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثه وفي هذا الموضوع اود ان اضيف تعليق وملاحظات خاصه بي وحدي وانا اعرف ان الكثيرين سوف يختلفون معي ولكن رزقي علي الله .
منذ نحو شهر تقريبا جاء في راسي رغبه ُملحه أن أكتب موضوعا عن (محمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثه وصانع نهضتها الحديثه) ولكن بعد هذا الشهر ومعرفه جزء ليس بالكثير عن مصر محمد علي باشا اختلفت الرؤيه كلية للاسباب التاليه :
- محمد علي هذا التركي او الالباني او الكردي الاصل عاش يتيما ثم رعاه احد اقربه ثم رعاه احد اصدقاء ابيه وكان وفيا معهما فسمي ابنائه علي اسمائهما ثم تزوج احدي اقارب حاكم البلده وكانت غنيه وجميله ثم جاء مصر مع احد مجموعات الجيش التركي لمحاربه الفرنسيين وترقي المناصب بسرعه شديده لانه كان (محظوظا جدا وذكيا ايضا) ونجح في اخراج الفرنسيين من مصر.
- بعد ذلك لمع كرسي حكم مصر في عيني محمد علي فصادق العلماء المصريين واتخذ جانب الشعب المصري في ثورته ضد الحاكم المملوكي مما دفع علماء واشراف مصر في ذللك الوقت لبعث رساله للسلطان العثماني يطلبون ان يولي محمد علي عرش مصر فوافق السلطان العثماني علي ذلك الطلب وتحقق لمحمد علي ما اراد.
- بعد ان رأي محمد علي قوة طبقه العلماء والاشراف قرر ان يتخلص منها وذلك بان يستميلها لصالحه ويتخلص ممن لا يقدر علي اسمتالتهم فقرر نفي (السيد عمر مكرم) الذي دوما ما ساند محمد علي للوصول لعرش مصر لان السيد عمر مكرم رفض ظلم محمد علي وجوره للشعب المصري عن طريق فرض الضرائب المجحفه واستعباد الشعب .وما كان نفي السيد عمر مكرم الا اثبات سافر لوصوليه محمد علي (وانه ما جاء ليعدل انما جاء ليملك).
مذبحة القلعه كانت هي الاخري مثلا واضحا لاستعداد محمد علي لفعل اي شيء للاستئثار بالحكم ولو بالقتل وكانت المذبحة انزارا للشعب كي لا يفكر حتي التفكير بمعارضه محمد علي.
- كان محمد علي ( داهيه ) بكل ما للكلمه من معني قضي علي اقوي اعدائه السياسيين (المماليك) وقضي علي جبهة المعارضه (بقياده السيد عمر مكرم) ثم قرر اضعاف (الشعب) بالضرائب ووضعهم في سباق مرير للحصول علي (لقمه العيش) ثم ولي الاقليه (التركيه واليهوديه والقبطيه) مقاليد التحكم في الشعب حتي يتسني له القضاء علي اي من هذه الاقليات اذا فكرت في الاعتراض عليه (وما كانت لتعترض عليه) فهي الطبقه المرفهة والمنعمه فلماذا تثور عليه ؟؟!!
احتكر محمد علي الزراعه والصناعه والتجاره وكان محمد علي يتعامل كأن مصر هي عزبته الخاصه اراضيها اراضيه ومصانعها مصانعه وشعبها عبيده ومن يخالف ذلك فالسجن او الاعدام مصيره .
ولا اجد اكثر مراره وذلا لشعب في العالم اكثر من الاتفاق الذي حدث بين محمد علي والدوله العثمانيه عام 1840 م بعد هزيمه محمد علي في (معركه نفارين) بان محمد علي ملزم بتحديد عدد جيشه والاقتصار علي حكم مصر (بان تكون مصر حكمًا ذاتيًا يتولاه من بعده أكبر أولاده سنًا).
وكأن مصر دميه جامدة تُهدي من العثمانيين الاتراك لمحمد علي التركي ومن بعده ابنائه الذين تجري في عروقهم (الدماء التركيه النبيله) !!! ورغم هذا لم يحرك الشعب ساكنا لعقود.... !!!!
- ولا استغرب ان يقوم احد ابناء محمد علي بقتل الآلاف من المصريين حين اجبرهم بالعمل علي حفر قناة السويس (بالسخره) وتحت تهديد السلاح فهم ان ماتوا سيجيء آلاف غيرهم من (تركته) التي تركها له والده محمد علي .
- ولا استغرب اذا كان احفاد محمد علي كانوا يستقبلون (المحتل الانجليزي) بكل الترحاب بدون اي امتعاض ولا ضيق بينما الشعب يغلي من الثوره ضد الاحتلال. فهم (ابناء واحفاد محمد علي) لم يشعروا يوما بان مصر هي مصرهم وبان الدم المصري (الرخيص) يجري في عروقهم (النبيله) .
وكما قال نزار قباني:
نحنُ بغايا العصرِ
كلُّ حاكمٍ
يبيعُنا، ويقبضُ الثَمَنْ
نحنُ جَوَاري القصرِ، يُرْسِلونَنَا
من حُجرَةٍ لحُجْرَةٍ
من قَبْضةٍ لقَبْضةٍ
من هالِكٍ لمالِكٍ
من وَثَنٍ إلى وَثَنْ