لو رجعنا للخلف اكثر من 70 عاما بالتحديد في (برلين عاصمه ألمانيا) كنا لنجد الفوهرر (ادولف هتلر) يزعق باعلي ما اوتي من قوة في الشعب الألماني بخطب عصماء ترفع درجه حراره الماء لدرجه الغليان من فرط السخونه ويتبخر الماء ويتبخر كلام الفوهرر !!
حدثهم الفوهرر كثيرا ووعدهم الفوهرر كثيرا .... بجنة الخلد علي الارض وعدهم بأوروبا امبراطورية لأبناء الشعب الألماني (ابناء الجنس الآري) فصفق الألمان وصدق الألمان....!!
اما النتيجه فعادي هتلر اكبر قوتين في الارض في ذلك الوقت (الاتحاد السوفيتي وامريكا) واشتعلت الحرب العالميه الثانيه وخسر هتلر الحرب وانتحر هو ومعظم القاده الالمان..... وخسر الألمان الحرب واشياء اخري...
اما الاشياء الاخري فهي:
- 20 مليون الماني ماتوا (بعضهم قتل بايدي اخوانهم الألمان جنود هتلر)
- 12 مليون شريد الماني في شرق اوروبا بلا ملجأ (يلاحقهم الموت والخوف والحلفاء)!!
- 8 مليون اسير في معتقلات الحلفاء (بعضهم ظل في الاسر لعام 1956م حتي يصلحوا ما دمروه)
دمار في كل مكان.... البيوت والمصانع والمنشأت... دكهم الروس من الشرق ودكهم الانجليز والامريكان من الغرب وما بقي فقد حطمه جنود هتلر بأنفسهم علي رؤسهم حتي لا يستفيد به الحلفاء...!!
لما انتحر هتلر ومعظم قياداته السياسيه يبدو انهم كانوا علي صواب ....فقد اشفقوا علي انفسهم من الهوان الذي ينتظرهم وتركوا الشعب الألماني وحده ليواجه الهوان والذل والفقر والموت والخراب ........
الصوره كانت قاسيه وقاتمة وما كان احد في الارض ولا من سكان المريخ حتي يتوقع ان يخرج هذا الشعب وهذا الوطن الألماني المحتضر مما هو فيه ليصبح من الثمانيه الكبار اقتصاديا كانت معجزه حققها الألمان سريعا كالسحر لا تصدق
سبع سنوات لاعاده الحياه في جسد ميت... (ونحن في مصر لا نزال نتحجج بحرب من 37 سنه)......!!!
اما كيف حدثت المعجزه ؟؟؟ كالتالي....
كان الحلفاء (امريكا وبريطانيا وفرنسا خصوصا) يفكرون في اقرار مشروع لجعل المانيا دوله زراعيه فقط ولكن الرئيس الامريكي (روزفلت) رفض الفكره وتخوف ان يكونوا بذلك يكررون خطأ الماضي عندما قاموا بوضع شروط قاسيه علي المانيا في (معاهدة فرساي) بعد الحرب العالميه الاولي (1917 م) مما جعل الالمان ينتظرون الفرصه للانتقام كما حدث علي يد (هتلر) .
وكان قررار الحلفاء (خصوصا امريكا) بدعم الاقتصاد الالماني بــ3 بلايين مارك ألماني واخذت الحكومه تستبدل العمله السابقة التي لم يكن لها قيمه وهي (مارك الرايخ) بالعمله الجديده (المارك الالماني) وتم تسديد ديون الحكومه .
في 2 مارس 1948م تم انتخاب أستاذ الاقتصاد (لودفيج إيرهارد) وزيرًا للاقتصاد في منطقتي الاحتلال البريطانية والأمريكية (المنطقه الغربيه من المانيا) او المانيا الغربيه هذا الرجل يعتبر أبو المعجزه الاقتصاديه الالمانية فقد قام بالقضاء علي السوق السوداء التي كانت منتشره فيما بعد الحرب العالمية الثانية وهي ما اضعفت الاقتصاد بشده.
وضع (لودفيج إيرهارد) بعض القوانين التي ساعدت علي نمو الاقتصاد مره اخري رغم اعتراضات المعارضه الالمانيه علي سياسات الرجل الا انه استمر في عمله الي ان اتت المعجزه الاقتصاديه اكلها علي يده وقامت الصناعات الالمانيه وانشئت المصانع التي فاقت منتجاتها جوده المنتجات السوفيتيه وكثر العمل عن حاجه الالمان فاستقدموا العماله من الدول المجاوره وكانت المانيا (المانيا الغربيه) مثال في التفاني في العمل والدقه والنظافه والنظام و و و و .....
ولأن الجذع القوي لا تهمه قوه الريح فقد واجهت المانيا ازمتين او تحديين ومرا بسلام
الاولي :استعاده الجزء الشرقي (المانيا الشرقيه) الاقل نظاما ونظافه واقتصادا وتحمل جهد جعله مشابها لنظيره (المانيا الغربيه) وتم توحيد الجزئين(او البلدين) الشرقيه والغربيه عام 1990 م
الثانيه :الازمه الاقتصاديه الاخيره 2008م كانت صعبه ومؤثرة جدا علي الاقتصاد الالماني وجعلته يعاني من كساد كبير وبرغم ذلك فقد استعادت المانيا توازنها ومرت تلك الازمه بالخير فقد زاد معدل النمو بدرجه كبيره وهناك من يعد الاقتصاد الالماني حاليا بانه الاقتصاد الرائد في اوروبا بل عالميا....!!
Deutschland, Deutschland über alles, Über alles in der Welt